الأربعاء, ديسمبر 18, 2024
الرئيسيةدراسات جدوىكيفية عمل دراسة جدوى مشروع ما

كيفية عمل دراسة جدوى مشروع ما

ما معنى  دراسة جدوى مشروع ؟

يمكننا تعريف مفهوم دراسة جدوى مشروع ما بأنه مجموعة الدراسات والاختبارات التي تتم على الفكرة الأولى من أي مشروع قبل الشروع في تنفيذه، وذلك للتأكد من مدى إمكانية تطبيقه ونجاحه على أرض الواقع، وهل سيكون المشروع مجديًا اقتصاديًا على المدى البعيد ومحققًا لأهدافه أم لا.

ما هي الأهداف المرجوة من دراسة جدوى مشروع ما؟

يطمح الكثير من الناس إلى إدارة مشروعهم الخاص أو ما يطلقون عليه مشروع العمر وهذه تجربة خطيرة جدًا قد تغير حياة الإنسان لذلك فإن دراسة جدوى مشروع ما (كمشروع العمر) مثلًا هي مرحلة مهمة وحاسمة في تحديد نجاح أو فشل أي مشروع، ولا يجوز أن تبدأ العمل على أي مشروع، سواء كان ماليًا أو حتى فكريًا بناءً على جلسات ودية بين الأصدقاء أو حتى تقليدًا لبعض الأعمال المنتشرة هنا وهناك، وإنما ينبغي أن يكون المشروع مبنيًا على منهج علمي وخطة مدروسة مسبقًا، وخاضعًا للعديد من الاختبارات التي تجيب في النهاية على سؤالين اثنين:

  • هل المشروع قابل للتنفيذ أم لا؟
  • هل المشروع مربح اقتصاديًا أم لا؟

كيفية دراسة الجدوى الأولية للمشروع:

قبل أن ننتقل للحديث عن المحاور الرئيسية في دراسة جدوى مشروع ما، فلا بد أن ننوه إلى أن انتقال مدير المشروع للخوض في هذه التفاصيل لا بد أن يسبقه دراسة جدوى مشروع أولية أو ما يمكن أن نطلق عليه دراسة الفكرة الأولية للمشروع، بحيث تتضمن:

o       دراسة التكاليف المرصودة والإيرادات المتوقعة للمشروع.

o       رسم تصور مبدئي عن مدى حاجة السوق للمشروع.

o       وضع تصور للشكل القانوني الذي سينتمي إليه المشروع.

o       تحديد ميزانية وضع دراسة الجدوى التفصيلية للمشروع.

كيفية دراسة جدوى مشروع ما؟

إن أي دراسة جدوى مشروع لا تتمحور فقط حول دراسة الجدوى المالية له فحسب، وإنما تتضمن أربعة محاور أساسية وهي:

  1. دراسة الجدوى التسويقية.
  2. دراسة الجدوى الفنية.
  3. دراسة الجدوى التنفيذية.
  4. دراسة الجدوى المالية.

دراسة الجدوى التسويقية:

تعتمد دراسة الجدوى التسويقية للمشروع على عاملين مهمين هما:

1-   دراسة السوق:

يقصد بدراسة السوق أن يتم جمع البيانات المختلفة لتكوين خلفية واضحة عن السوق الذي يستهدفه المشروع، وهناك نوعين من البيانات التي ينبغي جمعها:

  • بيانات ثانوية: وهي البيانات التي تنشرها حكومة الدولة ومؤسسات الأبحاث فيها مثل: معدل المواليد، عدد السكان في منطقة ما وغيرها، ولكنها قد تكون غير كافية لتحليل السوق؛ لذلك يلجأ مديرو المشاريع إلى جمع النوع الثاني من البيانات وهو البيانات الأولية.
  • بيانات أولية: وتجمع البيانات الأولية بطريقتين:

o       الاستقصاء: حيث تجمع منه أسئلة عن الحقائق (مثل أسماء الأشخاص وأعمارهم) والآراء (مثلًا هل تستخدم سلعة معينة أم لا) والدوافع لهذه الآراء (لماذا تستخدم/لا تستخدم سلعة معينة).

o       الملاحظة: وتعني البحث عن النماذج المشابهة للمشروع وملاحظتها ودراسة كافة جوانبها، بحيث يأخذ مدير المشروع بمحاسنها، ويدرك المساوئ والأخطار التي يمكن أن تحيط به.

2-  تقدير الطلب:
يجب  الانتباه إلى تقدير طلب المجتمع على السلع أو الخدمات المقدمة، ولها عدة طرق مختلفة، كالأخذ برأي المستهلكين أو أصحاب المشاريع الأخرى أو بطريقة دلفي لاستشراف المستقبل.

دراسة الجدوى الفنية والتنفيذية:


يكمن الهدف من دراسة الجدوى الفنية للمشروع في معرفة هل يمكن تنفيذ هذا المشروع من الناحية الفنية أم لا، ويتم من خلالها:

يكمن الهدف من دراسة الجدوى الفنية للمشروع في معرفة هل يمكن تنفيذ هذا المشروع من الناحية الفنية أم لا، ويتم من خلالها:

  • تحديد الموقع الجغرافي للمشروع، وتحدده ثلاثة عوامل:

o       الخصائص الطبيعية والفنية للموقع.

o        تكلفة الحصول عليه: هل باستئجاره أم شرائه.

o       عوامل أخرى مثل الشكل الخارجي للموقع.

  • تحديد طاقة المشروع الإنتاجية من الأيدي العاملة والمهام، وتعتمد بشكل كبير على حجم السوق، والموارد الاقتصادية المتاحة.
  • تحديد طريقة الإنتاج التي سينفذها المشروع.
  • تحديد التكاليف الإجمالية للمشروع، وسيتم الحديث عنها تحت عنوان دراسة الجدوى المالية.

دراسة الجدوى المالية:

تعتبر دراسة الجدوى الاقتصادية واحدة من أهم الأمور التي تتضمنها دراسة جدوى مشروع ما، تقوم دراسة الجدوى المالية بقياس مدى الربح العائد من المشروع من الناحية التجارية، وذلك من خلال تحديد مصادر تمويل المشروع، وتحديد الهيكل التمويلي للمشروع، ويتم ذلك من خلال إجراء جدولة لنتائج باقي المحاور؛ حتى تتضح نسبة مصروفات المشروع وإيراداته.

كيفية تحديد التكاليف الإجمالية عند دراسة جدوى مشروع ما؟

يمكننا تقسيم تكاليف المشروع إلى ثلاثة اقسام:

o       التكاليف التأسيسية: هي التكاليف التي تدفع لمرة واحدة فقط دون القدرة على استردادها، مثل رسوم إصدار أوراق المشروع، ورسوم التراخيص.

o       التكاليف الرأسمالية: هي التكاليف التي تدفع لمرة واحدة لكن يمكن استرجاعها أو استبدالها، مثل: شراء العقارات والآلات والمعدات.

o       التكاليف التشغيلية: هي التكاليف التي تستخدم لتشغيل المشروع وصناعة المنتج أو تقديم الخدمة.

تجمع التكاليف التأسيسية والرأسمالية والتشغيلية معًا لحساب التكاليف الإجمالية للمشروع. ومن النقاط المهمة التي يجب إدراكها في كل مشروع أن تكون التكاليف التشغيلية لأول ستة شهور من المشروع محفوظة حتى لو لم يتم بيع أي منتج أو لم تقدم أي خدمة، ففي المرحلة الأولى قد يتخبط مسار سير المشروع، وهناك الكثير من المشاريع التي تفشل بسبب عدم  توفر التكاليف التشغيلية في هذه المرحلة الحرجة من المشروع حيث تكون هناك احتمالية عدم بيع أي منتج أو خدمة، أما بالنسبة للتكاليف التأسيسية والرأسمالية فلا يوجد فيها مشاكل لأنها تدفع لمرة واحدة فقط.

الأخطاء الشائعة في دراسة الجدوى وكيفية تجنبها:

1. عدم التفكير جيدا قبل اتخاذ القرار 

غالبًا ما يتم اتخاذ القرار الأول -سواء بإجراء دراسة الجدوى أو عدم إجرائها -دون تفكير كبير.
هذا في حد ذاته خطأ كبير. بوجه عام، كلما زاد الاستثمار المقدم، أو زاد تعقيد المشروع، أو زادت عواقب الفشل المحتملة، كلما كان من المهم إجراء دراسة جدوى. 

2. إعداد دراسة الجدوى بنفسك:

 يلتزم المصممون والمهندسون والمخترعون والمديرون التنفيذيون بأفكارهم الخاصة.

إنهم يقللون من المشكلات، ويثقون في أنفسهم هذا طبيعي، ولكن هذا هو السبب أيضًا في إصرار المستثمرين الخارجيين والمصرفيين وغيرهم على الحصول على تقييم خارجي.
عندما يكون المصمم والمستثمر شخصًا واحدًا، يكون الاتجاه هو محاولة خفض التكاليف عن طريق إجراء دراسة الجدوى الخاصة به.
في كثير من الأحيان النتيجة تكون غير مجدية وغير مقنعة
.

إذن كل ما عليك فعله هو توظيف شخص مهني مستقل مختص في إعداد دراسة الجدوى.

3. عادةً ما تكون خطة العمل أو المشروع الموجزة كافية،:

ولكن الايجاز احيانا قد يفقد الدراسة أهميتها، فكن حذرًا بدرجة كافية

دراسة الجدوى مفيدة فقط إذا كانت تعطي إجابات محددة عن أسئلة محددة.
“هل يمكننا بناء منتجع هنا؟
“.
قد يكون سؤالًا مثيرًا للاهتمام، لكنه ليس محددًا بما يكفي لتبرير الاستثمار في دراسة الجدوى.
في حين أن “هل يمكننا بناء 30،000 -50،000 قدم مربع، منتجع صديق للبيئة للأثرياء الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و50؟” هو أقرب بكثير.
قبل أن تقوم بدراسة الجدوى، تأكد من جعل التفاصيل بمستوى معقول وواضح.

4. عدم تحديد النطاق الخاص بدراسة الجدوى 

يجب أن تكون دراسة الجدوى المناسبة محدودة النطاق.
هل هذه دراسة جدوى تقنية أو هندسية بحتة أم دراسة جدوى اقتصادية؟ هل يتم النظر في القضايا القانونية والتشغيلية؟ ماذا عن الجداول، والموارد، والعوامل الثقافية، والتمويل؟

تركز الدراسة الفنية أو الهندسية على المشكلات الفنية وتتطلب معرفة فنية متخصصة مثل: هل تحتوي الأرض على كمية كافية من شبكات الصرف؟ هل التربة مناسبة لبناء 30 طابق؟

 هنا التركيز أكبر بكثير، والخبرة الواسعة والمنهجية السليمة أكثر أهمية بكثير من الخبرة التقنية.

5. سوء اختيار فريق العمل

دراسة الجدوى الجيدة تحتاج الى فريق عمل مميز يقوم بالمهام والمسؤوليات الواقعة على عاتقه.

ومع ذلك، هناك ميل لمحاولة العثور على استشاريين متخصصين كلُ في مجاله، على سبيل المثال، المطاعم، الأجهزة الطبية، ووسائل التواصل الاجتماعي، وما إلى ذلك.

قد يبدو هذا هو الخيار الأمثل، ولكن اختيار مستشار متخصص في مجال واحد فقط (على سبيل المثال دور رعاية المسنين) يمكن أن يكون مشكلة إذا كان المشروع يفوق حدود التخصص التقليدية.

تتمثل الطريقة الأفضل في تعيين فريق بمزيج من المهارات المطلوبة -من التحليل الاقتصادي وتحليل السوق إلى الهندسة وتحقيق الاستدامة ومتخصصي تسويق.

كانت هذه أهم الأخطاء التي يقع بها أصحاب الاعمال عند اتخاذهم القرار للقيام بدراسة جدوى خاصة بمشاريعهم، مع اهم ما يجب عليهم فعله لتجنب الوقوع في هذه الأخطاء

 

 

 

المادة السابقة
المقالة القادمة
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة